رؤيا في قرارٍ للمحكمة الاتحادية العليا
د. رائد البلداوي
في أعماق آيات الحق، تتجلى العدالة الإلهية، مبشرةً بأن الظلم مهما طغى، لا بد له من نهاية. "وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ"، هذه الكلمات ليست مجرد حروف، بل هي وحي ينير درب الأمم نحو العدالة.
من هذا المنطلق الروحي، يأتي قرار المحكمة الاتحادية العليا في ألامس كتجسيد حي لهذا المفهوم السامي. ليس مجرد حكم قضائي، بل هو إعلان عن بزوغ فجر جديد يشرق في سماء العراق، مُعلنًا عصرًا جديدًا من العدالة والحكم الرشيد.
في زمن تتلاطم فيه أمواج التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، يبرز هذا القرار كمنارة أمل، تُشع بأنوار النزاهة والعدالة، مؤكدًا أن ظلم الليالي الطويلة سيزول، وأن الفجر العادل قادم لا محالة.
أبطال هذه القصة العظيمة، رئيس وأعضاء المحكمة الاتحادية العليا، هم رموز الشجاعة والإخلاص. بقرارهم الجريء، لم يظهروا إيمانهم بسيادة القانون فحسب، بل أعلنوا التزامهم الراسخ بتحقيق العدالة لكل مواطن عراقي، مرسلين رسالة قوية للعالم بأسره.
هذا القرار لا يُعد مجرد فصل في تاريخ القضاء، بل هو عهد جديد للحياة السياسية والاجتماعية في العراق. يُظهر كيف يمكن للعدالة أن تكون قاعدة لبناء مستقبل مستقر ومزدهر، درسًا حيًا في أهمية الثبات على المبادئ والقيم.
وفي نهاية المطاف، يستحق هؤلاء الأبطال، رئيس المحكمة وأعضاؤها، كل التقدير والاحترام لدورهم النبيل في حماية القانون وتعزيز العدالة. القرار الذي اتخذوه ليس فقط انتصارًا للقانون، بل هو انتصار لكل مواطن عراقي يحلم بعالم يسوده العدل والمساواة، ويُعلن بلا شك أن العدالة، مهما طال انتظارها، ستجد دومًا طريقها إلى النور.